يبدو أن المرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية التركية سنان أوغان الذي حصل على نسبة 5.2% فقط من أصوات الناخبين سيكون بمثابة «فرس الرهان» في جولة الإعادة يوم 28 مايو الجاري، بعد أن تسبب في عدم تجاوز أي من المرشحين الآخرين -الرئيس الحالي رجب أردوغان، ومرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو- عتبة الـ50% المطلوبة للفوز بالرئاسة.
ويعتقد مراقبون أن بإمكانه لعب دور «صانع الملوك» في الدورة الثانية، في حال قرر دفع أنصاره إلى دعم أي من المرشحين المتنافسين.
أوغان المرشح القومي الذي حلّ في المركز الثالث في انتخابات الرئاسة التركية أعلن أنه لا يمكن أن يدعم كليجدار أوغلو في جولة الإعادة، إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.
وعقب ظهور النتائج، اعتبر أوغان أن مرشح المعارضة لم ينجح في إقناع الشعب، وكشف أنه يمكن أن يدعم كليجدار أوغلو في جولة الإعادة ما لم يتم تقديم تنازلات للحزب المؤيد للأكراد. وأكد أن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين خطوط حمراء من أجل دعم أردوغان أو كليجدار أوغلو.
واعترف أوغان في أحاديثه بأن هدفه تمثل في عدم حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، والسعي نحو الدفع بها إلى جولة إعادة.
وبشأن خطته في حال الانتقال إلى الجولة الثانية من الانتخابات، قال إن تحالفه سيناقش الأمر مع الأحزاب الأخرى، مؤكدا أن الأمر يتعلق بالمبادئ لا بالمكاسب مثل الوزارات. لكن يبدو أن «المرشح الثالث» يخطط للمساومة وتحقيق مكاسب مقابل دعم أي مرشح، إذ إن بإمكانه مساومة المرشحين الآخرين للفوز بتأييده مقابل الحصول على مكاسب سياسية مثل مناصب وزارية أو غيرها.
ومن هنا، فإن أصوات أنصار مرشح تحالف الأجداد اليميني (ATA) قد تلعب دورا حاسما في جولة الإعادة التي يصعب التنبؤ بنتيجتها في الوقت الراهن، على رغم أنه شريك سابق لحزب العدالة والتنمية في البرلمان. لكن الظاهر حتى الآن أن أصوات مؤيديه يمكن أن تصب في صالح أردوغان على خلفية كره أوغان لحزب الشعوب الديموقراطي الذي يهيمن عليه الأكراد، والذي يدعم محاولة زعيم المعارضة الوصول إلى الرئاسة.